ها قد فردت جناحيك أخيرا تلتمسين مغادرة هذا الغصن الجميل الذي ولدت واكتشفت الحياة من عليه...
الغصن الذي أمّن لك الدفء والحب والحنان والأمان طيلة ما عرفته من حياة.! ...!
حتى لخيل لك بأنه لا حياة أخرى من بعده.! ...وها هي قد نمت وكبرت جناحيك ...
وها أنت بدأت تضربين الهواء بهم بفخر وزهو وغرور...
وفي قرار نفسك تقولين: ( لقد أمنا لي الحماية والتخفي بين الأغصان دهرا ......
فهل سيحملونني إلى العالم الأخر ... إلى الضفة الأخرى ... إلى الغصن الأخر ... حتى أكتشف الكون...
ومن خلاله نفسي وظلي وشبيهي ... فأعرف من خلاله شكلي ولوني ...
وحسناتي وعيوبي، ...وقوتي وضعفي...وبكلينا تستمر الحياة بالوجود.! )
وأنا الناظر لك المتأمل من بعيد ترددك ... أقول:
(أجل افرديهما للهواء وتعالي فلن يخيبا ظنك ...... فهكذا بدأت الحياة بهم ... وهكذا هي تستمر بهم إلى الأبد. )
انه الصباح الثاني الذي تفتقد فيه علبتي البريدية كلماتك أين أنت.؟ ...
وأنها لحزينة ألا تستقبل أحرفك العذبة التي تعودت عليها...وحزنها ذاك تجاوزها إلى فؤادي ...
فأضفى عليه القلق والحيرة.!
ليس البريد وحده ... وليس الفؤاد ...بل الأقمار التي تعودت
وفي كل ليلة أن تنقل كلماتك ومشاعرك الخفاقة عبر أثيرها حزينة أيضا ...
نعم حزينة على غيابك المفاجئ لليلة البارحة.!؟..
فقد فقدت مع كلماتك عبر محطاتها ذلك العطر الروحي الذي تعودت عليه
فباتت هي الأخرى أسيرة الحيرة.!... خاصة وانك لم تفارقينني الليلة
وكنت في حلمي جميلة جدا وبهية جدا ورقيقة جدا ...